ـ نهاية البداية ـ
يقال وسمعنا أن القوم إذا كان اجتماعهم على المادة لا شك أن افتراقهم سيكون أيضا على المادة أو بسببها.

لكن طبعا اذا كانت الغاية من وراع التكتل هو جمع الشمل والتكافل والتضامن وبالأحرى حب المهنة والرقي بها وتكريس اخلاقياتها فالأكيد كل الأكيد انه مهما حاولت أيادي الشر تفريقها لن تسطيع لأن الهدف اسمى وأرقى تذكرت إحدى مقولات ماركوس اويليوس حاكم الامبراطورية الرومانية ” سأقابل اليوم أشخاصا يتكلون كثيرا أشخاص أنانيين جاحدين يحبون أنفسهم . لكن لن أكون مندهشا او منزعجا من ذلك لأنني لا أتخيل العالم من دون امثالهم ” ….. سبب هذه الكليمات واقع الحال الذي تعيشه مجموعة من المدن المغربية التي اختارت منهج الشراكة المهنية كسبيل للعمل في محيطها لكن يبقى السؤال وأول سؤال يتبادر إلى الذهن ما هي الشراكة المهنية كمفهوم عام ؟ لماذا الحديث عم الشراكة المهنية في هذه اللحظة بالذات ؟ الى اي حد استطاع السادة العدول الموثقون خلق آليات ووسائل وميكانيزمات تساهم في انجاح هذه التقنية ؟ هل فعلا هناك رغبة في الشراكة المهنية ؟ هل هذه التجربة نجحت في كل المدن الي أسست لنفسها شراكات مهنية ؟ ما هو دور السادة العدول الموثقون فوج 2010 من هذه الشراكة المهنية ؟ هل يمكن الحديث عن المساواة الأخلاقية والمهنية داخل هذه الشراكات المهنية ؟ وهل يمكن الحديث عن الضغط الواقعي وألا أخلاقي وسياسة التفريق لتأسي شراكات مهنية مزعومة ؟ ……

ليست هذه الكلمات ولا هذه الأسئلة طرحت اعتباطا ولا هي تخيلات نسجت بل إن صح القول آهات وشكاوى تئن من حال هؤلاء القوم الذين يسر الله دربهم وجعلهم سبيلا تقضى جوائج الناس على ايديهم . مفهوم الشراكة المهنية بالنسبة لي ليس مرتبطا بزمن دخولي وولوجي الى هذه المهنة الشريفة لكن هذا المفهوم ترسخ في ذهني قبل ذلك وبالضبط ايام كنت اقوم بإعداد رسالتي لنيل دبلوم الماستر في قانون العقارات والعقود اواخر 2007 حينها اجتزت فترة تدريب ميداني بأحدى دواوين التوثيق العدلي بمدينة بركان وبالضبط بمكتب نقيب السادة العدول ببركان حينها تعلمت الكثير واستفدت منها وكان لآحد الأساتذة الذين احبهم كثيرا وأكن لهم كل تقدير وهو الأستاذ بنته بنعمرو الذي كان يشرف على تدريبي حينها وحبب الي هذه المهنة حتى انني ركزت كل طاقاتي لها ولم افكر في غيرها تجربة الشراكة المهنية في بركان كانت السباقة والرائدة في المغرب واستطاع اصحابها في هذه المدينة الحبيبة التي تعتبر بحق لب الشرق ولؤلؤتها تحقيق الكثير واكتساب الكثير والحمد لله وربما تلت هده التجربة تجارب اخرى ونجحت ايضا ….. لكن وبصدق ودائما نرجع الى منطلق هذه الرؤية ما جمعته المادة تفرقه المادة وهذا هو جوهر المنطلق والمنتهى . مفهوم الشراكة المهنية في اعتقادي ارقى وأسمى من يؤسس على المادة ولأجلها طبعا نحن لسنا مثاليين ولا ولا وصلنا مرحلة التقى والاحسان والمادة شيئ جميل وركيزة اساسية كلنا يهدف اليها والشراكة المهنية من اهدافها تحقيق مورد وكسب محترم . من أهدافها القضاء الى المنافسة الغير الشريفة . من اهدافها القضاء على السمسرة التي تنخر جيب العدل الموثق ما تعطيه . من اهدافها خلق جو من الكرامة والهبة والوقار . من اهدافها التكتل والوحدة في ابعد حدودها . من اهدافها تحقيق التكافل والتضامن . من أهدافها تنظيم العمل في شكل مجموعات . من اهدافها راحة البال . من اهدافها التشجيع على البحث العلمي . من اهدافها خلق مشاريع استثمارية . وهنا يتجلى عامل الخصوصية لمفهوم الشراكة المهنية للموثقين العدول في اعتقادنا …. قي الأنظمة القبلية كان شيوخ القبيلة هم قضاتها في المنازعات التي تحدث بين أفراد القبيلة ولم يكن يشترط في توليتهم وظيفة القضاء أية شروط تضمن حيادهم وتمنع تحيزهم واصدار احكتمهم وفقا لعواطفهم الشخصية وكان العرب قبل الاسلام يلجأون الى الكهان والعرافين لفض المنازعات التي كانت تثور بينهم لكن صفة العدل الذي كان يحملها من يوصف بالعدل الموثق مكنته من ان يحتل الصدارة واية صدارة لم يولاها عامة الناس ولم تعط لهم اختصاصات محددة وهنا يتجلى عامل التميز… الشراكة المهنية في اعتقادنا ولنتجاوز كل المفاهيم الروحية والمعنوية التقليدية هي القيم التي ترتبط بالعدل الموثق وبالتوثيق في شكل تكتلات لها اخلاقياتها محاطة بالتقديس . الشراكة المهنية تكون مذيلة بقانون داخلي وقانون اساسي متكامل لا تلك القوانين التي تعتمد على الإسقاط وأي اسقاط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . هذا المنتوج ـ الذي نسميه شراكة مهنية ـ كأي منتوج محسوس فإنه لا ضير من ان يقترن بمعايير المردودية والتنافسية والمصداقية وان يكون له ثقل ووزن في ميزان التنمية بمفهومها الشامل .. لكن للأسف الشديد على ما يبدو أن هذه البضاعة التي سمعنا عنها والتي روج لها كثيرا اصحابها منذ وقبل استلام قرارات تعيننا لم تكن لها آلياتها المثلى ولا ركيزة قوية بل كانت لها أهداف اخرى . أهداف يعلمها ويفهمها أولائك الذين روجوا لها .. نحن نتكلم من منطلق اشخاص او فئة معينة انخرطت في هدا المسلسل لكن اقول لكم بصدق هذا المسلسل لم تكن حلقاته طويلة فعشنا بداية النهاية عفوا نهاية البداية .
بصراحة والله أتأسف كثيرا وأتحسر حين أرى اشرف القوم أرذلهم وحين اشاهد من يدعي القوة والغلبة يطأطئ الرأس وينعكف ويقدم رجلا ويؤخر الأخرى وهو ……….. يقول الشاعر الكبير احمد غنيم
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه … امسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك ياليل آهات ارددها … أواه لو اجدت المزونا واه
لا تحسبني محبا يشتكي وصبا … اهون بما في سبيل الحب القاه
إني تذكرت والذكرى مؤرقة … مجدا تليدا بأيدينا اضعناه
انى اتجهت الى … في وطني … تجده كالطير مقصوصا جناحاه
نتمنى من الله ان يعيد لهذه المهنة مجدها وأن يعيد لأصحابها هيبتهم ومكانتهم ووقارهم …. “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”.