تنفيذا لوعدها وترجمة لإيمانها الراسخ بأهمية الجامعة الصيفية كمبادرة غير مسبوقة في الجسم المهني العدلي، تنظم الجمعية المغربية للعدول الشباب بشراكة مع الهيئة الوطنية للعدول الجامعة الصيفية في نسختها الثانية تحت شعار: “التوثيق العدلي بين التطلعات لتحقيق المطالب واشكاليات الواقع،.. هل العدول جاهزون للوفاء بشروط المرحلة؟“، وذلك في الايام الممتدة من 23 الى 26 يونيو الجاري بعاصمة سوس العالمة أݣادير. نسخة أختير لها اسم : “دورة المرحوم عبد السلام البوريني”.
تأتي هذه النسخة بعد النسخة الأولى التي نظمت بأصيلة أوائل يوليو الماضي، استكمالا ومسايرة من الجمعية المغربية للعدول الشباب لنهجها الراسخ في خدمة المهنة وقضاياها بكل المبادرات المنتجة باعتبارها رافدا اساسيا من روافد الهيئة الوطنية للعدول، مناط عملها هو تحريك الراكد في الجسم المهني وتعميق التواصل بين مكونات المهنة واجيالها وخلق مشتل لصناعة القيادات وتطوير المؤهلات التنظيمية، وتكريس سياسة تعميق الوعي والمدارك لدى السادة عدول المملكة، من خلال التكوين والتكوين المستمر، بحلقات وندوات وأيام دراسية وورشات تكوينية وغيرها، اضافة الى تفعيل مجموعة من المبادرات الخلاقة الخادمة للمهنة وممتهنيها وتقوية الحس النضالي، والبحث عن تكوين مرجعية وتصورات مهنية مشتركة من خلال طرح الرؤى والافكار وتعميم وتعميق النقاش حولها بين المشاركين.
هذه النسخة أختير لها أن تكون في أݣادير لاعتبارات عديدة أهمها: خلق جسر للتواصل بين عدول المملكة على امتداد جغرافيتها، كما جاء لتفعيل منطق عدم تمركز جل الأنشطة واللقاءات المهنية بالعاصمة الادارية وضواحيها في إطار سياسة العدالة المجالية، وفتح المجال للجميع للتفاعل بإيجابية مع كل المستجدات المهنية والتوثيقية، واخيرا لتقريب السادة العدول في جميع المناطق من التكوينات الضرورية لتحسين مكاسبهم العلمية والعملية.
لهذا فان الجمعية المغربية للعدول الشباب أخذت على عاتقها تجويد هذه النسخة وتطوير برامجها وتنويع المتدخلين، من خلال الاستفادة من النسخة السابقة بتجاوز الملاحظات المسجلة وتدعيم وتجويد هذه النسخة وتنويع أنشطتها، وهو ما انعكس ايجابا بوصول عدد المشاركين في هذه الدورة الى ما يزيد عن 120 مشارك ومشاركة. وقد تم الحرص على اختيار فضاء مؤهل ومناسب تمثل في قرية الكهرباء للاصطياف بأكادير كمكان لانعقادها لتوفرها على مرافق متكاملة ومؤهلة ستساعد في التنزيل الناجع لبرنامج هذه الجامعة الصيفية.
وعليه فإن النسخة الثانية للجامعة الصيفية نعتبرها في الجمعية المغربية للعدول محطة تاريخية أخرى في مسار مهنة التوثيق العدلي، سيسطرها أعضائها مع جميع فروعها الى جانب الشريك الاساسي وهو الهيئة الوطنية للعدول لخلق جيل جديد منهجه التسلح بالمعارف الذاتية الأساسية، وتنمية القدرات المهنية، والتواصل مع محيطه العملي، وطرح الافكار والرؤى بكل ثقة وموضوعية، والمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية.
وهكذا ستعرف أنشطة وفعاليات الجامعة الصيفية تنوعا بين ما هو علمي اكاديمي وبين ما يدخل في التكوين الاساسي، اضافة الى الجانب التواصلي التوعوي، مع هامش للأنشطة الترفيهية الثقافية في إطار برنامج مندمج ومتوازن.
كما أن الجامعة ستكون مناسبة للانفتاح على متدخلين جدد من أبناك ومؤسسات مالية في إطار تعزيز ثقافة الاندماج في النسيج المالي والبنكي، والبحث عن مجالات العمل التوثيقي، وكذلك بحث سبل التعاون المشترك وامكانياته. اضافة الى توقيع شراكات واتفاقيات مع فاعلين آخرين. وبالموازاة مع ذلك سينظم رواق خاص بالمادة التوثيقية في بعض جوانبها للتعريف بالمنتوج التوثيقي وخصائصه ومجالاته.
اضف تعليقا