السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.
ولعل خطة العدالة التي تمارس مهنة التوثيق العدلي فهي هيئة منظمة بقانون 16.03
واذا كان من صميم واجبات السادة العدول والسادة الموثقين إسداء النصح وتقديم المشورة للمرتفقين والبيان لهم ما قد يستشكل عليهم.
فإن الوثيقة العدلية ظلت باستمرار تمثل ثقافة الأمة المغربية وارادتها فلطالما ظلت تجسد مبادئ الفقه الدستوري ودعائم النظام الشوري لدى المغاربة .ثم بموجبها اي الوثيقة العدلية تم ترسيخ قواعد نظام الملكية الدستورية قبل أن تعرفها الدساتير الحديثة.ولطالما لعبت الوثيقة العدلية دورها الريادي في بناء الفكر السياسي المغربي.بما احكمته وصاغته من ربوط نظامه القائم على قواعد علمية شرعية وقانونية.
فلم تضعه الوثيقة العدلية يوما بأي نوع من أنواع المعاملات والتصرفات العامة والخاصة كانت احكامها ومضامينها وتوجهاتها.ومن تم فهذه الوثيقة العدلية تشكل بحق معلمة حضارية متميزة في مسار تاريخ هذا البلد الأمين المعتز بفكره وثقافته المتنوعة وحضارته وتراثه واعلامه.
ان الوثيقة العدلية في التاريخ المغربي العام كانت وستظل تشكل المادة الدسمة للعديد من الدراسات والأبحاث سواء منها السياسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية. لما ظلت تمثله من حضور في حياة المغاربة لالتصاقها بسائر المعاملات التي عرفوها.
وانطبع بها سلوكهم .فما من مجال من مجالات أمتنا الا ودخلته الوثيقة العدلية من بابه الواسع.لانها حجة على الناس في حفظ العرض والمال والنسب وتحقيق الأمن التعاقدي كضرورة انسانية وحماية النظام العام.
قال الهواري في كاتب الوثيقة ويقصد السادة العدول. فهم حجة الامام* وبقولهم تنفذ الأحكام.
وقد عد ابن فرحون مجالسة الملوك والاطلاع على أمورهم من اختصاص العدول. لانهم أهل صناعة التوثيق.ولان الدولة انما كانت تعتمدهم في سائر معاملاتها الرسمية.
فلا عجب أن يأخد نفسه بتوثيق البيعة لملوكه على ماتقتضيه الأحكام الشرعية والتقاليد المرعية خلفا عن سلف ويضمن لكيانه القوة والمنعة ووحدة العقيدة والنظام.
وبهذه المناسبة أثمن بكل فخر واعتزاز تلك الاشارة التاريخية النيرة لجلالة المغفور له الحسن الثاني في خطابه التاريخي بمناسبة إعلانه عن المسيرة الخضراء المظفرة حيث نوه فيه بكتابة البيعة من طرف السادة العدول. ومافتئ ان أعرب رحمه الله عن ذلك بوضوح من خلال الشعار الذي اختاره جلالته طيب الله ثراه لمؤتمر هيئة عدول المغرب المنعقد بعاصمة الجنوب مدينة العيون أيام 7.8.9. من فبراير 1992 وهو اي الشعار البيعة مظهر من مظاهر قداسة الوثيقة الإسلامية.
استسمحكم ايتها السيدات والسادة في ان اقف عند هذه الحقائق المقتضبة عن الوثيقة العدلية المتطورة جدليا مع مختلف العصور.
وأشكركم على سعة الصدر وحسن الإصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
محمد الصادق الوالي
رئيس هيئة عدول طنجة
اضف تعليقا