الدكتور عبد السلام ايت سعيد

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، يشرفني أن أتوجه بكلمة شكر وتقدير إلى العدول الشباب أمل المستقبل ومصابيح الدجى، هنيئا للجمعية الوطنية للعدول الشباب على التأسيس وصناعة الفعل والحدث، وهنيئا للسيد الرئيس “الأستاذ الحداوي” وأعضاء المكتب وباقي الأعضاء المنخرطين المؤسسين على النجاح الذي حققتموه تنظيما وتخطيطا وتواصلا وانفتاحا وتواضعا… زادكم الله علما وحلما وصبرا وتحملا وقبولا… ولمثل هذا فليعمل العاملون.

أيها الشباب الشرفاء مما لا شك فيه أن البحث عن منهجية التغيير وطرق الاصلاح هو بشكل من الأشكال تعبير عن تعلق مستمر بالأحسن والأصلح والأنفع للمهنة وأهلها، وهاجس فعال يدفع نحو التطور والتألق، وخاصة في مرحلتنا الراهنة التي تعرف انقساما واضطرابا ونكوصا على الأعقاب …

وأعتقد أن في تأسيس هذه الجمعية احساسا ووعيا بالمشاكل والأزمات التي يتخبط فيها قطاع التوثيق العدلي تفكيرا وممارسة.

ان الطاقات الشبابية والاطر الفكرية والمعرفية والإبداعية التي تزخر بها “الجمعية الوطنية للعدول الشباب” والتي عاينتها لحظة التأسيس تدل بوضوح على أهمية هذه الجمعية وقيمتها المضافة للساحة المهنية وللسادة العدول.

وعندما أقول “القيمة المضافة”، أقول: الرغبة المشتركة في مواصلة البناء، بناء الحاضر والإعداد للمستقبل مع الوفاء للذاكرة والتاريخ وجهود السابقين ممن قضى نحبه وممن  ينتظر. فعلى عاتق “الجمعية الوطنية للعدول الشباب” أمانة ومسؤولية تشكيل “الوعي الجماعي” و “العقل الجماعي للسادة العدول” ليصبح قادرا على رفع التحديات التي تعترض مسيرة التوثيق العدلي ومسار العدول بما يقتضيه الأمر من تبصر وبعد النظر.

أيها الشباب: شكر الله سعيكم وأثابكم على حسن صنيعكم، فحسكم النضالي وغيرتكم المهنية، أيقظت مكامن فؤادي:

وذو الشوق القديم وإن تعزى *** مشوق حين يلقى العاشقين

والأمور مرهونة بأوقاتها.

وسحاب الخير لها مطــــــــــر ***  فإذا جاء الإبان تجـــــــــــــــــي

ولكل مرحلة رواحلها، ولكل مقام رجاله، فبقدر ما تتصفون بخصائص المروءة والشجاعة والكرم والصدق وخفض الجناح، ستحققون بإذن الله التفوق والانتصار ومحبة الجميع كبائع المسك، وإن كنتم أقرب إلى كل (هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم) ستصيرون أرضا قاحلة مجدبة يصعب فيها استنبات الأزهار والأشجار الخضراء.

فعليكم أحبتي أيها الشرفاء الشباب أن تعرفوا قيمتكم في المشهد المهني، فأنتم رقم صعب ورافعة المستقبل المهني، إن أدركتم دوركم في الريادة والقيادة وصنع الحدث والنجاح.

إن أرض المهنة لفي حاجة إلى سماد، وسماد أرض المهنة الذي به تنبت الثمار والزروع والأزهار … هم الشباب هم الكوادر هم الطاقات…

أنتم عدول المستقبل بامتياز، وفقكم الله لما فيه الخير لهذه المهنة ولهذا الوطن ولهذه الأمة.

همســــــــــــــــــة … همســــــــــــــــــة:

لكن أمامكم أيها الشباب الطموح عقبات وتحديات واكراهات!! وأنتم أهل لاقتحام العقبات وما أدراك ما العقبات:

1- عقبة النفس واثبات الذات.

2- عقبة المذكرة والإشهاد.

3- عقبة التنظيم وحب الزعامة والظهور.

4- عقبة التضحية والاستمرار في البناء والنضال.

5- عقبة التخوين والإشاعة.

6- عقبة التخلف والنمطية.

7- عقبة التحزب والاستقطاب والولاء.

…إلخ

فمن مظاهر الاقتحام ومغالبة الكبد المهني، ترجمة الأقوال إلى الأفعال وتحقيق الأهداف بأقل الخسائر وبأحسن الوسائل وهذا لا يتحقق إلا بفقهين: فقه المعاملة والإدارة والتصور، وفقه المكاشفة والإخلاص.

وكونوا أيها الشباب الطموح على بعضكم وعلى باقي العدول، كما قال الفقيه العابد محرز رحمه الله:”أحن من المرضعة على ولدها، ان بكى سهرت وإن شكى توجعت… فالأعمال النقية كعين في رأس جبل، تسيل قليلا قليلا، فتنبت الخضرة منها وتحيي الأرض، والأعمال المسخوطة كماء البحر لا يشرب منه وإذا فاض على شيء قتله، والرجل الصالح كماء المطر الرقيق ينزل في الأرض فتخضر فيشبع العباد والبلاد.”

اللهم اجعلنا من الصادقين وألهمنا رشد أنفسنا، واستعملنا فيما فيه نجاحنا يا أرحم الراحمين.

وختاما أعتذر للأساتذة الكرام فإني لست في مقام الناصح وإنما في مقام المحب الغيور، والعذر عند كرام الناس مقبول ، والمقادير -أحيانا- تجري بخلاف التقدير، والغريق لا يعد الأمواج، ومن لم يدق لحما أعجبته الرئة.

ثلاثة ليس لها إياب  *** الوقت والجمال والشباب

حي الله الشباب وجمعية الشباب … ويقولون: قبل الدار جار موافق، وقبل طريق المرء أنس رفيق.

جعلكم الله من أهل الأنس الطيب والرفقة الطيبة العاملة. مع أحلى المتمنيات وأزكى التحيات بالنجاح والتوفيق.